قد ضاع عمر طويل
يا أيّها النائمُ المشْحونُ بالوَسَنِ *** قد ضاع عُمْرٌطويلٌ منك في المِحَنِ
قمْ واسْتفقْ قد أطال النّوْمُ غفْلتنا *** وغَرّنا العيْشُ في الأحْلام والمِنَنِ
وأخّرَ الحُمْقُ والإرْجافُ يقْضتنا *** فانْظرْ .. فكَمْ ضاع مِنّا اليوم مِن وطنِ
وانْظرْ إلى عالم العُرْبِ الذي نَخَرَتْ *** قِواهُ مِنْ سَفَهِ التّسْييرِ والفِتَنِ
وهذه الأمَمُ الأشْلاءُ قدْ جُمِعَتْ *** وأقبَلتْ نحْوَنا كالجائع البَدِنِ
لا زالت القدس ثكلى ترْتجي الأمَلَ *** لعَلَّ مفْقودَها يَحْنُنْ إلى الوَطنِ
فالليلُ طالَ وطالتْ غُرْبةُ العَرَبِ *** ياحسْرتا صَحْوةٌ للعُرْبِ لوْ تَحِنِ
فكيف نعْلوا ولمْ يقْطرْ لنا عَرَقٌ *** هيْهاتَ هيْهاتَ نَعْلوا دونَما ثَمَنِ
وبعْدَ هذا المُصابِ المُرِّ بَلوَتُنا *** زادتْ .. ظهورُ شبابٍ عَجَّ بالعَفنِ
عقولنا أصْبحتْ في البَطنِ ثاويةً *** وهمُّنا صار في الأثواب واللّحَنِ
وغيْرنا شقّ بالإقتصاد ثوْرته *** ونحن للرقصِ نبْني الدّورَ في المُدُنِ
قد صار في كلّ صوْبٍ آلهة عُبِدَتْ *** فالمالُ والكُرَةُ الرّقطاءُ في العَلنِ
والخمْرُ والعِهْرُ والفحْشاءُ والوَلهُ *** كمْ صارَ للعُرْبِ مِنْ رَبٍّ ومِنْ وَثنِ
كتبه : غريب الديار البليلي . في 16/02/2017
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا