أنين الغضب
هنا عنْدنا تُغْتالُ كلُّ المَوَاهِبْ ** هُنا تُدفَن الأفكارُ دونَ مَتاعِبْ
هنا لا تُوَظّفْ بالكفاءَةِ فارْحلْ ** هنا جُلّهُمْ يَرْقى بدونِ مُراقِبْ
هنا يَحْكُم الدّينارُ والعَدْلُ عَدْلُهْ ** ومَنْ يَمْلُكِ الدينارَ حاز المَناصِبْ
هنا الإنْتخابُ الحُرُّ مِلْكٌ لِعُرْوَةَ ** أخُو مُرَّةَ المَمْلوك لا مِلْك ناخِبْ
هنا لا لغَيْر الهِزِّ والبِزِّ حَظٌّ ** هنا ماجِدَا الرُّومي تُغَنِّي وتَحْلُبْ
هنا يُمْنَحُ الديبْلومُ ثمَّ يُعَلّقْ ** علَى حائِطٍ ، والطّالبُ الحَقُّ راسِبْ
هنا باخْتِصارٍ لا مكانَ لفِكْرٍ ** فغادِرْ هُناك الإبْتكارُ مُناسِبْ
فقارنْ هُنانا بالْهُناكَ كأنَّهُمْ ** على كَوْكَبٍ عاشوا ونحْنُ بكوْكَبْ
هُنا عندنا إنتاجُنا الرّقْصُ والغِناءْ ** ودونَهُما البيترولُ يُجْبَى ويُنْهَبْ
هنا عندنا مالا ترى العيْنُ قَطُّ ** ذئابٌ لها بَيْنَ النُّيوبِ مَخالِبْ
هنا تُكْتَبُ الأصْفارُ مِنْ دونِ رَقمٍ ** هُنا يَعْقُبُ الأصْفارَ صِفْرٌ راكِبْ
هُنا يولدُ الإنْتاجُ مِنْ غيْرِ وَالدْ ** هُنا الإقتِصادُ الحرُّ للعَجْزِ ذاهِبْ
هنا قَمْحُ كوبا للْمُفَكّرِ خُبْزٌ ** لكيْ لايَعي أنْ يُنْتِجَ القمْحَ يَعْرُبْ
هُنا يُشْنَقُ الإنْصافُ دونَ مُحاكمَهْ ** هُنا الْحقُّ أضْحى ما لهُ مِنْ مطالِبْ
هُنا يُعْدَمُ التّفْكيرُ إنْ رامَ فِكْرًا ** وإنْ رامَ يوْمًا نَهْضَةً سَيُعاقَبْ
هُنا الْمَوْتُ يأتي باسِمَ الثَّغْرِ يَسْألْ : ** جِياعٌ وتَبْنونَ الْعُلا والْمَلاعِبْ ؟؟؟
هُنا تَحْمِلُ الآهاتُ نَعْشَ التَّسَوُّلْ ** لتَنْقُلَ شعْبًا بالثَّرى قدْ تَلاعَبْ
هُنا يُعْلَنُ التَّجْويعُ باسْمِ التَّقَشُّفْ ** هُنا نَهَبَتْ جَيْبَ الْفَقيرِ الضَّرائِبْ
فهُمْ في كباريهاتِ بَاري سُكارى ** ونحْنُ هنا نَشْقى حَيارى ونَعْتِبْ
وأبْناؤهُمْ مِنْ كلِّ بنْكٍ تغَذَّوْا ** وأبْناؤنا لا يَعْرِفوا قوْلَ .. راتِبْ
هُنا ما هُنا ؟.. ظُلْمٌ وفَقْرٌ وبُؤسٌ ** وزادَهُمُ التّهْميشُ والشّعْبُ غاضِبْ
كتبه غريب الديار البليلي 19/01/2017
بلغ الادارة عن محتوى مخالف من هنا
ابلغون على الروابط التي لا تعمل من هنا